الحجاب سبب نجومية العداءة رقية الغسرة
أثينا ـ د.ب.أ: لكي تحقق زمن 11.49 أي أقل بثانية كاملة عن الرقم العالمي في سباق 100 متر عدو سيدات بدورة الالعاب الاولمبية يعني أن نصيبك من الاهتمام الصحفي سيساوي صفرا ولكن الوضع لم يكن كذلك مع العداءة البحرينية رقية الغسرة التي ما أن أنهت هذا السباق يوم الجمعة الماضي في إطار منافسات ألعاب القوى باولمبياد أثينا حتى وجدت نفسها أكثر العداءات المشاركات بالسباق مطاردة من الصحفيين والمصورين والسبب ببساطة هو الحجاب (الزى الاسلامي) الذي ارتدته رقية أثناء السباق.
وعندما انتهى السباق قالت رقية إنني سعيدة جدا بالزمن الذي حققته وقد كان لها كل الحق في أن تسعد بالفعل فقد حطمت رقية (21 عاما) الحاصلة على ذهبية دورة الالعاب العربية الرقم البحريني لهذا السباق وبرغم خروجها من التصفيات إلا أنها احتلت المركز الخامس من بين ثماني متسابقات.
ولكن القليل جدا من الصحفيين بدوا مهتمين بأمر الزمن الذي حققته رقية فكل ما أرادوه هو أن يسمعوا لها وهي تتحدث عن حجابها وارتدت رقية التي قدمتها بعثتها البحرينية بأثينا على أنها امرأة عربية محافظة جدا حجابا أبيض اللون يغطي جسدها كله ولا يظهر سوى وجهها الذي دائما ما تعلوه الابتسامة.
وتقول رقية عن الحجاب إنه أساس الاسلام كما أنه عرف عربي وإسلامي ولا أستطيع أن أجري دون ارتداء الحجاب ويجب أن أفعل كل شيء به وأصرت رقية على أن الحجاب لا يسبب لها أي مشكلة على الاطلاق أثناء الجري.. وبدأت رقية المنافسة في سباقات العدو قبل أربعة أعوام عندما اكتشفها برنامج للبحث عن المواهب الذي بدأته اللجنة الاولمبية البحرينية عقب اولمبياد سيدني 2000 التي شاركت بها رياضيتان بحرينيتان بدعوة من اللجنة الاولمبية الدولية.
أما في اولمبياد هذا العام فقد تأهل الرياضيون البحرينيون إلى المنافسات الاولمبية مباشرة وبرغم أن رقية نفسها تقول ان الحجاب لا يؤثر على مستوى أدائها الا أن المسئولين البحرينيين بدأوا يبحثون عن البدائل وقالت آني راديك المنسقة الاعلامية للجنة الاولمبية البحرينية لاشك أنها ستحقق زمنا أفضل بزي مختلف.
وأضافت أن المسئولين البحرينيين اجتمعوا يوم الخميس الماضي مع ممثلين من شركة نايكي للمستلزمات الرياضية الذين عرضوا عليهم بذلة سهلة الحركة رأوا أنها قد توافق احتياجات رقية.
وكانت العداءة الاسترالية الشهيرة كاثي فريمان ترتدي بذلة سهلة الحركة عندما فازت بسباق العدو 400 متر سيدات في اولمبياد سيدني قبل أربعة أعوام ولكن هذه البذلة أيضا بها عدة مشاكل فقد أشارت راديك إلى أن البذلة بها ثقوب بمنطقتي الظهر والساقين أي أنها تكشف عن الجلد وهو ما لن تقبله العداءة البحرينية.
وقالت راديك أنه من المنتظر أن تقدم شركة نايكي تصميما جديدا لرقية في شهر سبتمبر المقبل بينما ستستمر المحادثات بين الشركة والمسئولين البحرينيين.. وهناك مشكلة أخرى في البذلة سهلة الحركة وهي أنها تلتصق بالجسد حيث قالت راديك إنه موضوع معقد لان رقية يجب أن تناقش كل شيء مع أسرتها لتتأكد من أنهم موافقون على ما تفعله.
وتنحدر رقية من عائلة شديدة التدين وقد بذلت السلطات البحرينية جهودا مضنية معهم لاقناعهم بالسماح لرقية بممارسة الرياضة وفي أثينا تقيم رقية في شقة مخصصة للنساء فقط ومنفصلة عن الرجال الذين تضمهم البعثة الاولمبية البحرينية وتقيم رقية فروض الصلاة أثناء النهار ودائما ما ترتدي الثياب التي تغطيها من رأسها إلى أسفل قدمها كما تقرأ القرآن الكريم قبل أن تخلد للنوم.
وتشارك رياضيتان بحرينيتان أخريان بمنافسات اولمبياد أثينا أحداهما عداءة ماراثون والاخرى سباحة ولكن لا ترتدي أي منهما الحجاب وتؤكد رقية أنها لا تشعر بأي تفرقة أو اضطهاد بسبب حجابها أو لانها فتاة وتقول النساء والرجال سواء في الرياضة بالبحرين ولا توجد فوارق.
وعندما تسأل إذا ما كانت أسرع من كثير من العدائين الرجال في البحرين تكتفي بالابتسام والايماء برأسها فيما يعني نعم وتقول رقية يجب أن يزيد عدد الرياضيات العربيات فما لدينا ليس كافيا.. وربما لم تكن رسالة رقية ستتمكن من إيجاد طريقها إلى الملايين عبر العالم مثلما حدث اليوم لو لم تكن ترتدي الحجاب.